سيد شيليان
سيد شيليان


سيد شليان يكتب: إنسانية الأستاذ.. ووصية العمر

سيد شليان

الأربعاء، 26 يناير 2022 - 04:04 م

صدمة كبيرة تلقيتها صباح اليوم بخبر رحيل جنرال الصحافة المصرية الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق، تهرب الكلمات مني ولا أستطيع تجميعها في رثاء الأستاذ الذي كان علامة مضيئة في تاريخ الصحافة المصرية. 

ملك المواقف الإنسانية بلا منازع، ذات يوم في بداية عملي بجريدة أخبار اليوم وكنت حينها أعمل بقطاع الإعلانات قسم شئون العاملين، فوجئت باتصال تليفوني على هاتفي من مكتب رئيس مجلس الإدارة، وجاء الصوت من الطرف الآخر: "الريس عايز حد من عندكم". 

هرولت مسرعا وفي عقلي آلاف الاحتمالات حول سبب هذا الطلب، صعدت إلى الطابق التاسع حيث مكتب الأستاذ، طرقت باب السكرتارية على عجل ودخلت، وقد رأيت أحد الزملاء بالإعلانات الذي يعمل بمكاتب إحدى المحافظات أمامه طعام، وكان هذا الزميل معنا في الصباح من أجل إنهاء أوراق الحصول على قرض من أحد البنوك، ولكن لم يتسن لنا استكمال الأوراق المطلوبة وهي ورقة الضامن.

استأذنت سكرتارية المكتب في الدخول للأستاذ، دخلت وأنا أرتجف من داخلي، وجدته يجلس على الأريكة وإلى جواره الأستاذ فهمي مرسي مدير عام الشئون الإدارية السابق، سألني: "ما مشكلة الزميل الذي بالخارج"، بإيجاز شديد شرحت له موقف الزميل من استكمال أوراق القرض وأنه يحتاج إلى ضامن من أجل إنهاء الإجراءات. 

نظر الأستاذ إلى يساره حيث يوجد مجموعة أدراج، فتح أحدها وأخرج ورقة مدون فيها: "أضمن أنا ياسر فتحي رزق -وأوضح عنوانه الخاص ورقم هاتفه-....…"، وأعطاني إياها قائلا: "ينفع ده ضامن للقرض؟".. 
تلعثمت في الكلام قليلا ولم أستطع غير الرد بكلمة واحدة: "تمام ياريس"، وحينما استأذنت في الانصراف قالي لي تلك العبارة التي لا يزال صداها في أذني حتى تلك اللحظة: (كل ما هتسهل على الناس ربنا هيسهل عليك).

تلك الكلمات السابقة هزت كياني وغيرت مفاهيم داخلي..
 
هذا هو ياسر رزق كما عهدناه ملك الإنسانية..
 
رحمة الله على مشير الصحافة


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة